المساحة الإخبارية

حصيلة عام 2014: أهم الإنجازات بمجال التقنيات المتنقلة

ربما كان من أهم الإنجازات في مجال التكنولوجيا المتنقلة هي الأجهزة القابلة للارتداء والقادرة على معرفة كل شيء مثل كمية الأشعة الشمسية التي قد تعرضت لها. وقد بذلت الشركات المصنعة الكبيرة والصغيرة منها جهوداً كبيرة لجعل هذه الأجهزة عملية وعصرية.

تُشكل أجهزة تتبع نشاط الجسم الأغلبية من ضمن الأجهزة القابلة للارتداء، لكن الشركات بذلت جهداً كبيراً في سبيل تقدّم الساعات الذكية خلال عام 2014. وقد قامت الشركتان LG و Samsung بتصميم ساعات تعمل بنظام تشغيل Android Wear والمُصمم خصيصاً للأجهزة القابلة للارتداء. بينما كانت شركات مثل Pinterest, Airbnb, Groupon تعمل على تصميم برامج للشاشات الصغيرة.

كان من أفض الساعات التي تم إطلاقها لهذا العام ساعة شركة أبل التي تم إصدارها في شهر آب/أغسطس. إن منتج شركة أبل هذا يبدو أكثر عصرية وذو تصميم أجمل من مُعظم الساعات الأخرى، مع شاشة حساسة للقوة وأزرار جانبية للتّصفح والتكبير. سيبلغ سعر الجهاز 349$، لكنه لن يتوفر إلا في مطلع العام القادم، لكن الشركة قد أصدرت عدة التطوير الخاصة بالجهاز في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

بالرّغم من أن الساعات الذكية تتضمن الكثير من المزايا ضمن حجمٍ صغير، يقوم بعض المُصنّعين باستعادة المظهر التقليدي للساعة لجذب المستهلكين. وقد أطلقت الشركة الفرنسية Netatmo ساعتها June، وهي ساعة تشبه الجوهرة موضوعة على حزام جلدي لليد، وتقوم بتتبع مقدار تعرض المرتدي لأشعة الشمس وتخبره متى يتوجب عليه ارتداء قبعة أو التماس الظل، وهي تتواصل مع برنامج على جهاز iPhone. وقد قامت الشركة الصينية ConnecteDevice بإطلاق ساعتها Cogito وهي ذات مظهر تقليدي إلا أنها تظهر بعض المعلومات.

وكذلك كان هناك اهتمام خاص بمراقبة المؤشرات الحيوية خلال هذا العام. حيث أعلنت الشركة الناشئة Empatica عن سوارها الجديدة Embrace المُصمم خصيصاً لمرضى الصرع. إذ يتعقب الاضطرابات ويتواصل مع برنامج على الهاتف الذكي يقوم بإخبار أحد أفراد العائلة بمواجهة المريض لأزمة ما. يقوم الجهاز بجمع المعلومات من مجموعة من الحساسات كحساس التّسارع والجيروسكوب، بالإضافة إلى قياس ناقلية الجلد -عن طريق مجموعة من الأقطاب الموجودة داخل السوار- التي تزيد عند تعرض المريضة لأزمةٍ ما، هذا ما صرح عنه مدير المشروع ودكتور مخبر الوسائط في معهد MIT البروفيسور Rosalind Picard. ومن المتوقع أن يتوافر السوار بحلول الصيف القادم بسعر 199$.

بالرّغم من انتشار الأجهزة التي تُرتدى على المعصم بشكلٍ كبير، إلا أن بعض الشركات قامت بتصميم أجهزة يمكن ارتداؤها في أجزاء أخرى من الجسم بهدف تحقيق الراحة والعملية. على سبيل المثال بدأت الشركة الناشئة OMsignal ببيع قمصان مُدمجة مع عناصر إلكترونية تقوم بمراقبة تنفس الشخص ودقات قلبه. ويقوم جهاز آخر باستقبال المعلومات من القميص ويعرضها على برنامج على جهاز iPhone.

لكن ومع كل هذا التطور مازال أمام التكنولوجيا القابلة للارتداء طريقٌ طويل لتقطعه قبل أن تحظى بالقبول من شريحة واسعة من المستخدمين، وخاصة تلك التي يمكن أن تكون أمامك طوال الوقت مثل النّظارات الذكية.

WearableTechnology
تمثل النظارات الذكية أيقونة التقنيات القابلة للارتداء، ولكنها مع ذلك لا تزال بحاجة للمزيد من الوقت لتصبح منتجاً تجارياً واسع الانتشار

ويمكن توضيح الطريق الوعر الذي تواجهه هذه التكنولوجيا من خلال تجربة شركة غوغل مع نظاراتها الذكية. إذ تم إصدار النظارات كنسخة تجريبية منذ عام 2012 لكنه وحتى الآن لم يتم إصداره كمُنتجٍ استهلاكي. إن الشركة تُظهر تمسكّها بفكرة النظارات، إلا أن مبيعات تلك النظارات قد تراجعت بشكل ملحوظ، وقد بدأ المُستخدمون يفقدون الحماس، وشركات مثل تويتر قد توقفت عن تطوير برامج خاصة لها.

بغض النظر عن مصير النظارات، فإن سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء سيستمر في النمو، وسيدعم ذلك الإصدار الوشيك لساعة شركة أبل الجديدة وعدد من الأجهزة الأخرى. كما أن إقناع المستخدمين باقتناء هذه الأجهزة سيتطلب عملاً كبيراً على صعيد التصميم، تصغير الحجم وكذلك على البرامج الرئيسية.

المصدر: MIT Technology Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى