المساحة الإخبارية

تطوير لعبة جديدة على الحاسوب لمساعدة الأطفال ضعيفي البصر على العيش باستقلالية

يقوم الباحثون باختبار لعبة كمبيوتر جديدة آملين مساعدة الأطفال ضعيفي البصر على العيش باستقلالية، وقد تم تطوير هذه اللعبة من قبل فريق من علماء الأعصاب ومُصممي ألعاب الفيديو من جامعة لنكولن، في المملكة المتحدة، ومؤسسة WESC، وهي واحدة من المؤسسات الرائدة المُتخصصة في المملكة المتحدة للأطفال ضعيفي البصر.

لعبة  Eyelander ذات البراكين المنفجرة والمَناظر الطبيعية المُتحركة، بالإضافة لتضمين أفاتار متحرك ضمن اللعبة، حيث تتمحور الفكرة حول تحسين الرؤية الوظيفية للأطفال الذين لديهم مشاكل في البصر نتيجة لإصابة في الدماغ بدلاً من تلف العين نفسها، حيث تستخدم الرؤية الوظيفية لأداء المهام اليومية كعبور الطريق بأمان أو إيجاد كتاب ما على رف الكتب، لكن عندما تتلف المسارات البصرية بين الدماغ والعينين لا يتم ترحيل الرسائل بشكلٍ صحيح حيث يتم تخفيض وتقليل المجال البصري.

هنالك حوالي 25000 طفل أعمى وضعيف البصر في المملكة المتحدة، والذي يعادل طفلين من بين كل 1000 طفل ككل. تتنوع أسباب العَمى عند الأطفال ولكن من بين الأسباب الأكثر شيوعاً هو ضعف البصر في الدماغ (والذي سببه ضرر في مناطق الدماغ المُرتبطة بالرؤية).

يقوم عالم الأعصاب الحاسوبية جوناثان ادنيغتون بإجراء تجارب حول لعبة Eyelnder في WESC، بإشراف تيموثي هودجسون وهو أستاذ علم الأعصاب الإدراكي و رئيس كلية علم النفس في جامعة لينكولن، والدكتور كونورلينهان وهو مُتخصص في تطوير لعبة الكمبيوتر والتي مقرها مدرسة لينكولن لعلوم الكمبيوتر. وقال جوناثان :” ما نهدف للقيام به هو تحسين الرؤية الوظيفية للمريض، والذي هو ضروري لأداء مهام العيش المُستقل، حيث نقوم بالتدخل بقدرة الدماغ الفطرية للتكيف (والمعروف أيضاً باسم المرونة العصبية) وذلك لأن التّغيرات الجوهرية في الرؤية مُمكنة حتى في مرحلة البلوغ ، وهذا من الممكن أن يسفر عن نتائج حقيقية. تعتمد اللعبة على برامج التدريب الموجودة والتي يتم تقديمها باللونين الأبيض والأسود فقط وبدون أي طريقةٍ تفاعلية، كما أنها تكون بالأشكال ثنائية الأبعاد، فالمفتاح لجعل اللعبة ناجحة هو أنه الجمع بين معرفة الخاصة بعلم الأعصاب وعلم النفس وذلك بمساعدة ذوي الخبرة في تطوير الألعاب، ولذلك فاللعبة فعالة وممتعة في آنٍ واحد”.

كما سيتم إجراء التجارب السريرية لتقييم ما إذا كان البَرنامج يُمكن أن يصبح أداةً جديدة و قيّمة لعلاج الأطفال والشباب المصابين بإعاقة بصرية.

يبدأ اللاعبين من خلال مساعدة الشخصية الرئيسية Eyelander بالهروب من جزيرة مُهددة باندلاع بركاني، حيث على الشخصية الكرتونية التنقل في سلسة من العقبات خلال 12 مستوى، بدءاً من تدافع مجموعة من الأبقار الغاضبة انتهاءاً بالكائنات الفضائية UFO والباندا المُشاكس. كما تتغير المشاهد حيث تشمل غابة مسحورة ومُستنقعاً يملكه تمساح لطيف يدعى باري Barry وتشمل أيضاً أرض المعارض ومختبر سري.

يتوجب على اللاعبين في المستويات الأولى أن يجدوا شكلاً على الشاشة ويتتبعوا حركته والذي يحاط بمجموعة من الأشكال المُتماثلة المشتتة للرؤية، و مع تقدم اللعبة يتم إدخال ألوان متعددة و أشكال أكثر تشتيتاً. كما تحتوي اللعبة على خياراتٍ مُتقدمة للتكيّف مع صعوبة ضعف الإدراك البصري المعرفي المُحدد للاعب، وذلك كتغيير حجم أو عدد من الأشكال ومقدار الوقت اللازم للاعب لإكمال المستوى الواحد.

ومن خلال مرحلة التّجارب السريرية تقرر أن الأطفال ضعيفي البصر والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 8 إلى 25 سوف تكون اللعبة مثبتة لديهم على كمبيوتر المنزل وإنجاز المهام في وقتهم الخاص لمُحاكاة البيئة التي سيتم استخدامها في البرنامج.

وقال البروفيسور هوجسون :” لقد أظهرت الأبحاث بالفعل أن هذا النوع من التدريب يمكن أن يؤدي الى انتعاشٍ كبير في البصر بعد الأضرار التي أصابت المراكز العصبية لدى البالغين في الدماغ، لذلك فمن الأهمية لأولئك الذين يستخدمونها أن يتم دعمهم وتشجيعهم عن طريق شيءٍ مُمتع وجذاب”.

ترجمة وإعداد: Boushra AlSabbagh

المصدر: موقع ScienceDaily

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى